السبت، 1 نوفمبر 2014

مشكلة البحث وأسئلته

يعدُّ الشعورُ والإحساسُ بمشكلة البحث نقطةَ البداية في البحث العلميِّ، والإحساس بالمشكلة مرتبط باستعمال الفكرة والتفكير لإيجاد الحلول المناسبة بصورة موضوعيَّة علميَّة، فهو إذن محكٌّ للفكر ولإثارة التفكير بصورةٍ مستمرَّة ومنتظمة ما دامت المشكلة قائمة وبحاجة إلى حلٍّ، وعموماً فمشكلة الدراسة قد تكون نتيجةً ما يلي:
1-   الشعور بعدم الرضا.
2-    الإحساس بوجود خطأٍ ما.
3-   الحاجة لأداء شيءٍ جديد.
4-   تحسين الوضع الحالي في مجالٍ ما.
5-   توفير أفكار جديدة في حلِّ مشكلة موجودة ومعروفة مسبقاً

فمن مظاهر الاهتمام التي ذكرت في المقدمة يذكر الباحث انه بالرغم من أهمية الموضوع إلا أننا نعاني (نشكو) من ------ [أعراض القصور (الوصف والمسببات)]
ونتيجة لهذا القصور فان ------

ولابد أن يكون هذا الإحساس موثق ومؤكد عليه مسبقاً من توصيات ونتائج الدراسات السايقة. ونستدل ونبرهن عليه ، وذلك من خلال:
-         نتائج امتحانات.
-         آراء الموجهين – المعلمين.
-         امتحان خاص
أو موثق بان الدراسات السابقة لم تتناول هذه النقطة البحثية ينتهي الإحساس بالمشكلة بذكر الدراسات السابقة التي أكدت على وجود المشكلة وليست التي درستها، وأنه لا توجد دراسات تناولت هذه المشكلة.

وتحديد المشكلة يتم بعبارات خبرية وليست سؤالاً.
تتحدد مشكلة الدراسة في:
-         قصور في  ------------.
-         الافتقار إلى وجود برنامج -----------

فعند صياغة المشكلة على الباحث أن يصف هذه الحالة أو الظاهرة بصورة واضحة ومباشرة دون مبالغة أو تهوين. ويكون الوصف في عبارات تقريرية يفهم منها القارئ المشكلة ويريد أن يجد حلاً لها من البحث المقترح.


مثال: لاحظ باحث تدهوراً واضحا في أداء معلمي مادة دراسية معينة مما انعكس على مستوى التلاميذ في هذه المادة من حيث درجات التحصيل، و أيضا في تزايد اتجاههم السلبي نحو دراسة المادة. و في ضوء قراءاته في الأدبيات المتخصصه قرر أن يصمم برنامجاً تدريبياً لمعلمي هذه المادة في ضوء نقاط الضعف الفعلية في أدائهم.

نستعرض بعض الصياغات لهذه المشكلة

صياغة 1
تتبلور مشكلة الدراسة في الآتي:
-         ما أثر برنامج تدريسي مقترح على أداء معلمي مادة (كذا) وعلى تحصيل التلاميذ واتجاهاتهم نحو المادة؟
«    يلاحظ أن هذه الصياغة سؤال و ليست مشكلة و لا نعرف ما الذي دفع الباحث لهذا السؤال بمعنى ما المشكلة التي أثارت اهتمامه.

صياغة2
-         تتبلور مشكلة البحث في تصميم برنامج تدريبي لمعلمي مادة (كذا) وقياس أثره على أدائهم وعلى مستوى تحصيل التلاميذ واتجاهاتهم نحو المادة.
«    في هذه الصياغة يقول الباحث لنا ما ينوى عمله في هذا البحث فهو سيصمم برنامجاً تدريبياً للمعلمين ( لماذا.... ما الذي أثار اهتمامه مما دفعه للتفكير في تصميم برنامج تدريبي؟ بمعنى أين المشكلة؟

صياغة3
-         مشكلة البحث هي عدم وجود برامج تدريبية لمعلمي مادة (كذا) مما نتج عنه قصور في أداء معلمي هذه المادة.
«    نجد الباحث هنا مستاء لعدم وجود برامج تدريبية ...فما سبب هذا الأستياء ؟ وما الأضرار التي نجمت عن عدم وجود برامج تدريبية مما أثار غضب الباحث؟ فإذا لم ينتج عن غياب هذه البرامج أية أضرار فلا تكون هناك مشكلة.

صياغة 4
-         مشكلة البحث هي الكشف عن العلاقة بين أداء معلمي مادة (كذا) و مستوى تحصيل التلاميذ و اتجاهاتهم نحو المادة.
«    اهتم الباحث في هذه الصياغة بالكشف عن العلاقة بين أداء المعلمين و مستوى تحصيل التلاميذ. و لكن هل هذه هي المشكلة التي واجهت الباحث؟ قطعاً لا. وإذا كان الهدف هو الكشف عن هذه العلاقة فهل من الضروري أن يصمم الباحث برنامجاً تدريبياً؟ أم أنه من الممكن معرفه هذه العلاقة بطرق اّخرى؟

صياغة 5
-         مشكلة البحث تتبلور في إجراء تجربة بحثية على مجموعة من معلمي مادة (كذا) لتحسين أدائهم التدريسي من خلال برنامج تدريبي و قياس أثر التجربة على تحصيل التلاميذ و اتجاهاتهم نحو المادة.
«    في هذه الصياغة يقول الباحث أن مشكلة البحث هي إجراء تجربة! إن إجراء تجربة هي جزء من إجراءات البحث ، فكيف تكون تجربة البحث هي المشكلة. 

صياغة 6
-         أن المشكلة التي يحاول البحث الحالي أن يسهم في حلها هي تدني مستوى التلاميذ في مادة (كذا) و تزايد اتجاهاتهم السلبية نحو المادة كذلك وضوح ضعف في أداء معلميهم في تدريس المادة مما قد يكون له دخل في تدني نتائج التلاميذ.
«    هنا يشرح لنا الباحث خللاً مقلقاً في العملية التعليمية وقرر أن هذه المشكلة و اعتبرها مشكلة بحثية. وكان من الممكن أن يسلك مسلكاً مغاير تماما عن فكرة تدريب المعلمين و تتبع أثر هذا التدريب فمثلا كان من الممكن أن يركز على تصميم مواد تعليمية مساعدة يتغلب بها على ضعف أداء المعلمين و يبحث عن فعالية هذه المواد و إثرها على التلاميذ.

وبعد أن يتم صياغة وتحديد المشكلة بشكل دقيق يبدأ الباحث بعرض أسئلة بحثه كالتالي

وللتصدي لهذه المشكلة، يحاول البحث الحالي الإجابة عن السؤال الرئيسي التالي:
-------------------------------------------------؟
ويتفرع عن هذا السؤال الرئيسي الأسئلة التالية:
-    -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وهناك فرق بين السؤال العادي، والسؤال البحثي، فالسؤال البحثي لا يمكن الإجابة عنه إلا بعد اجراء الدراسة.


وقد يقع الباحث عند صياغته للأسئلة في العديد من الأخطاء منها:
- الأسئلة اجابتها معروفة: فالأسئلة التي إجابتها معروفة لا تقبل كأسئلة بحثية حيث أن سؤال البحث لا تكون إجابته معروفة قبل انتهاء الباحث من بحثه و التوصل بنفسه لهذه الإجابة.
مثال: ما المقررات التي يدرسها طلاب كلية تربية؟   ما خصائص نمو طفل الروضة؟

- الاسئلة التي تبدأ بهل، أو كيف
مثال: هل توجد فروق بين نتائج البنين والبنات؟
الاجابة المتوقعة عن السؤال هي: نعم توجد فروق أو لا لا توجد فروق.
لكن ما قيمة هذه النتيجة؟ و ما نوع الفروق؟ و ما دلالة الفروق؟ و ما أسباب هذه الفروق؟ و ما مدى هذه الفروق؟ وفي أي المجالات أتضحت؟
و هكذا يتضح أن اجابة السؤال الذي يبدأ بهل لا تعطينا صورة واضحة عن كل الأبعاد و بالتالي فهي إجابة منقوصة و غير مفيدة في تفسير الظاهرة.

- الأسئلة المركبة: على الباحث تجنب صياغة الأسئلة مركبة التي يتطلب الإجابة عن السؤال الواحد منها الإجابة على إجزاء متعددة داخل السؤال.
مثال: ما العلاقة بين محتوى برامج إعداد المعلم ، والخلفية الاجتماعية لهم، و مستوى أدائهم التدريسي، و إدارة الفصل؟

- الأسئلة الطموحة: المقصود هنا الأسئلة التي تتعدى قدرات الباحث وإمكاناته فينبغي أن يضع الباحث اسئلته في حدود إمكاناته الزمنية والمادية.

الأسئلة غير المرتبطة: قد يطرح الباحث أحياناً في بعض الخطط البحثية أسئلة لا علاقة لها بالمشكلة البحثية و قد يتسأل القارئ ما علاقة هذا السؤال بالبحث المقترح؟ فإذا لم تكن هناك علاقة واضحة ومفيدة للباحث فلا داعي لهذا السؤال أو ما يشابهه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق